الاعتدال هو منهج الدولة السعودية وأحد معالمها البارزة، وقد سارت على هذا النهج ولم تحد عنه مطلقاً، ولعل ذلك يتضح بجلاء في تعاملاتها المختلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وهو كذلك الأمر الذي تحرص عليه قيادتنا الرشيدة في خطاباتها تأكيداً لمظاهر الاعتدال وتطبيقاته المختلفة فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أكد في أكثر من موضع على الاعتدال وضرورة الالتزام به فكراً وسلوكاً في كل مظاهر حياتنا والبعد عن التطرف والغلو. كما يفسر ذلك الاهتمام الكبير بموضوع الاعتدال من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - حفظه الله - مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب مبادرة تأصيل منهج الاعتدال من خلال "كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي"، ثم "مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال". واللذان كانا لمخرجاتهما أثر كبير و صدى واسع وجاء تحويل هذا المركز إلى معهد أكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز بمسمى “معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال" استمراراً للاهتمام بتأصيل منهج الاعتدال السعودي في شتى المجالات، ليسعى هذا المعهد ليكون محوراً مهماً وفاعلاً في نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة من خلال البرامج الأكاديمية والعلمية والثقافية المختلفة.

د. محمد بن علي الزبيدي
عميد معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال